جدول محتويات المقال:
-
تمهيد: عندما تنطق الأرض بتاريخها
-
جذور النشأة: من المصمودة إلى الحفصيين
-
أبو حفص وأبو زكريا: من الصحبة إلى التأسيس
-
الدولة الحفصية: الجغرافيا، العواصم والحدود
-
الجزائر الحفصية: الامتداد والانفصال والوحدة
-
الإدارة والسياسة: ملوك، ولاة وفتن
-
الحياة الاقتصادية: زراعة وصناعة وتجارات نابضة
-
الأسواق الحفصية: تفاصيل من قلب الحياة اليومية
-
العلوم والآداب في ظل الدولة الحفصية
-
العلماء والشعراء: أسماء أضاءت سماء الحضارة
-
السقوط: من المجد إلى الغزو العثماني
-
الإرث الحفصي: كيف نقرأه اليوم؟
-
الأسئلة الشائعة
-
سؤال للقراء
✍️ تمهيد: حين تنبض الرمال بتاريخها
في زوايا المغرب الإسلامي، حيث تنحني الشمس على المتوسط، وتغفو الواحات تحت هدير الزمن، ولدت دولة عتيدة من رحم الموحدين، وجعلت من تونس درة، ومن قسنطينة وتبسة وبجاية حبات عقدٍ حضاريّ متلألئ. إنها الدولة الحفصية، وريثة المجد، وصانعة المجد، التي امتدت لأكثر من ثلاثة قرون، ورسمت تاريخًا يستحق أن يُروى بلغة الأدب وبصرامة البحث.
🧭 النشأة الحفصية: من المصمودة إلى التمكين
ينتمي الحفصيون إلى قبيلة "حنتاتة"، إحدى بطون المصمودة، وهم من أخلص أتباع ابن تومرت، مؤسس الدولة الموحدية. وكان أبو حفص عمر بن يحيى الحنتاتي أحد عشرة رجال صحبوا ابن تومرت، حتى صار اسمهم مقرونًا بالريادة. في سنة 627هـ/1229م، أعلن أبو زكريا يحيى استقلاله عن الموحدين، وجعل من تونس عاصمة له، مؤسسًا بذلك الدولة الحفصية رسميًا.
![]() |
الدولة الحفصية |
🏰 التوسع الجغرافي والسياسي
لم يكتفِ أبو زكريا بتونس، بل سار إلى قسنطينة، فبجاية، ثم جزر بني مزغنة، فبلاد الشلف، حتى ضم تلمسان، لتصير الدولة الحفصية كيانًا مترامي الأطراف، يحتضن الشرق الجزائري، وتنبض فيه العواصم بثراء ثقافي وإداري قل نظيره.
وفي سنة 709هـ/1309م، توحدت المملكة الشرقية والغربية، بعد انقسام دام عقودًا بين بجاية وتونس.
🧭 الجزائر الحفصية: عواصم وأقاليم
ضمت الجزائر الحفصية ولايات مثل قسنطينة، عنابة، بسكرة، الزاب، وحتى أرجلان (ورقلة). وقد واجهت السلطة المركزية العديد من الثورات المحلية التي قلّصت من هيمنتها أحيانًا، ووسعت من تعقيد حدودها.
من أبرز حكام الجزائر في العصر الحفصي: بنو النعمان من قبيلة هنتاتة، الذين تميزوا بالحنكة السياسية إلى أن اضطهدهم السلطان المستنصر، فتغيرت موازين القوى في قسنطينة وبجاية.
💰 الحياة الاقتصادية: الزراعة، الصناعة، الأسواق
اهتم الحفصيون بالزراعة، فأصبحت قسنطينة وتبسة وسكيكدة من مراكز إنتاج القمح والشعير. أما في تبسة فاستُخدمت آلة "الجرارة" لجني الغلال، بينما خزنت الحبوب في القصور والمغارات.
أما الصناعة، فقد ازدهرت في ميادين النسيج والجلود والمعادن، خصوصًا في عنابة، بجاية، كولو، وميلا. وبرزت أسواق مثل سوق الشمعين وسوق النحاس وسوق السمك، وأسواق أسبوعية مثل "سوق الاثنين" في جبال قسنطينة و"سوق الجمعة" في عنابة.
في التجارة الخارجية، كانت بجاية وورقلة ومزاب صلة الوصل بين المغرب العربي والسودان، وتبادلت السلع مع جنوة والبندقية.
📚 الحياة العلمية والثقافية
أولت الدولة الحفصية اهتمامًا بالغًا بالعلم والأدب، فبُنيت المساجد والمكتبات، وانتعشت حلقات العلم. واشتهر علماء من قسنطينة وبجاية، أبرزهم:
-
يحيى بن عبد المعطي الزواوي، عالم اللغة والشاعر.
-
ابن قنفد القسنطيني، صاحب مؤلفات نحوية وفقهية.
-
أبو القاسم القلي، شاعر البلاط.
-
عبد الرحمن بن خلدون، مؤسس علم الاجتماع، كتب مقدمته الشهيرة في فرندة.
🏴☠️ من المجد إلى الغروب
في القرن العاشر الهجري، بدأ الضعف يدبّ في أوصال الدولة. اجتاحت إسبانيا بجاية وعنابة، ثم دخل العثمانيون المشهد. وفي سنة 981هـ/1573م، سقطت الدولة الحفصية على يد العثمانيين، بعد أن عمّرت 354 عامًا، منها 315 عامًا في الشرق الجزائري، وانضمت أراضيها للسلطنة العثمانية.
❓ الأسئلة الشائعة:
ما أصل الحفصيين؟
ينتمون لقبيلة حنتاتة المصمودية، وكانوا من أنصار ابن تومرت مؤسس الدولة الموحدية.
ما أبرز عواصم الدولة الحفصية؟
تونس (العاصمة الأصلية)، قسنطينة، بجاية، عنابة.
كم دامت الدولة الحفصية؟
حوالي 354 عامًا (1229م - 1573م).
هل انقسمت الدولة الحفصية؟
نعم، انقسمت لفترة إلى قسم شرقي (عاصمته تونس) وقسم غربي (عاصمته بجاية).
💬 سؤال للقراء:
ما هو أكثر جانب من جوانب الدولة الحفصية الذي لفت انتباهك؟ شاركنا رأيك في التعليقات!
تهمنا تعليقاتكم المفيدة