الطـــارق للمعرفة و التطور الطـــارق للمعرفة و التطور
recent

آخر المقالات

recent
random
جاري التحميل ...

تهمنا تعليقاتكم المفيدة

ألفُ قِصَّةٍ عن عوني الدوس... "المهندسُ الصغير"

كَانَ يَحلُمُ أنْ يَصِلَ صَوْتُهُ إلى المَلايِين،
أنْ يَرى عَددَ المُشترِكينَ في قناتِه يَقفزُ كَالأرقامِ في لعبةٍ يُحبّها،
أنْ يُسمّى "المهندس الصغير" لا لِلّقبِ، بل لِأنَّهُ كَانَ يَستَحقُّهُ.



عوني، ذاكَ الوَلدُ الغزّيُّ الذي لَم يُكمِل عامَه الثَّالثَ عَشر،
كانَ يَتَفنَّنُ في تَفكيكِ الألعابِ، ويُبدِعُ في إصلاحِ الهاتفِ، ويَبتسمُ حينَ يُنجِزُ فيديو بسيطًا،
يراهُ وكأنَّه مشروعٌ عِلميٌّ يُغيّر العالَم.
لكنَّ العالمَ، أو مَن يَملِكونَ صواريخَه،
لَم يُحِبّوا أحلامَ عوني.
قَصفُوا بيتَه، فَصَمَتَ صوتُه، وبَقِيَت الشّاشةُ سوداء.

🏠 الحلمُ الّذي قُصِفَ قبل أنْ يَكْتَمِل

لم يكن عوني عاديًّا.
طفلٌ صغيرٌ يَحملُ في قلبِه ألفُ خريطة، وألفُ مشروع، وألفُ نجمٍ يضيءُ له سماءَ المستقبل.
في مدرسته، يَعرِفُه الجميعُ بذكائِه وسُرعتِه في تحليلِ أيّ عُطلٍ في جهازٍ إلكترونيّ،
وفي حارتهِ، يُنادونه "المهندس" بفخرٍ لا يُشترى.
كانَ يجلسُ في رُكنٍ صغيرٍ من البيت، جهازُ كمبيوترٍ قديمٌ، كاميرا بسيطة،
لكنَّ الحُلمَ كانَ كبيرًا.

قناته على يوتيوب؟
نعم، كانَ يَصوّرُ مقاطع عن الألعاب، يُجرّب تطبيقاتٍ جديدة، يَشرحُ لمتابعيه كيفَ يُصلحون عُطلًا ما،
ويُعلّقُ: "إذا عجبكم الفيديو لا تنسوا اللايك والاشتراك!"

🕯️ النهايةُ المُبكّرة... والبداية التي لم تُكتَب

لم يكن يعلمُ أنَّ بيتَه سيكون أوَّل مَن يُستَهدَفُ في أسبوعِ القصف.
لم يكن يعلم أنَّ اسمه سيَخرجُ من قائمةِ "صنّاع المحتوى الصغار"
ليدخلَ إلى قوائمِ الشهداءِ الأطفال.

انضمَّ عوني إلى ركبِ من لم يُكملوا الطريق.
لم يُسجِّلْ فيديو "الاحتفال بـ100 ألف مشترك"،
لكنَّه نالَ ما هو أعمق: قلوبَ الملايين.

🌍 عوني... القناة التي فتحَها الدَّمعُ

بعدَ استشهادِه، بدأ النّاس يَتداولونَ مقاطعَه.
انتشرت كأنّها تبحثُ عن العدل، أو عن صوتٍ يقول: "كانَ هنا مَن يَستحقُّ الحياة."
تَحدّثَ عنه المؤثّرون، نَشروه في قصصِهم، وبَكوا عَليه كما لم يَبكوا مِن قبل.

واحدٌ قال:
"عوني، لو كنت بيننا الآن، لكنت من نجوم اليوتيوب العرب."
لكنّ عوني نَجَح... بطريقته.

📺 فيديوهاتهُ... صفحاتٌ من نور

في أحد الفيديوهات، يظهرُ عوني وهو يُعيدُ تشغيل حاسوبه ويقول:
"شُوفوا كيف نَصلّح المشكلة إذا ما اشتغل."
وفي آخر، يُضحكُك بأسلوبِه البسيط، بروحهِ الطفوليّة، بِحبِّه للحياة.


مَن يُصدِّق أنَّ هذا الوجهَ، هذا الصوت، هذا الذكاء، قد سُكِت بالصواريخ


🧠 "المهندس الصغير"... اسمٌ يَخلُدُ

لم تَكُن قناتُه يوماً مشهورة،
لكنّ الشهرةَ جاءت، فقط بعد أنْ أصبحَ الغيابُ نهائيًّا.

عوني لم يكُن يبحثُ عن المال، ولا الشهرة المُصطنعة،
كانَ يبحثُ عن فرصة... فقط فرصة.
وفرصتهُ سُرِقَت.

💔 ليسَ عوني وحده

قصَّة عوني ليست استثناء،
غزَّة مليئةٌ بالأحلامِ التي تُقصف،
والأطفالِ الذينَ يُحرَمون من الغد.

لكنَّ عوني، ببساطتِه، بنقاوته، بضحكتِه،
جعلَ العالمَ يرى أنَّ الموهبة لا تحمي من الصواريخ،
وأنَّ "اليوتيوب" لا يُخاطبُ الضمائر.

🕊️ النهايةُ التي لا تنتهي

ربّما يَبدو أنّ عوني قد رحل،
لكنّه باقٍ في كلّ مرّة نشاهدُ فيها فيديو له،
في كلِّ تعليقِ حُبٍّ تركَه شخصٌ ما على قناته،
في كلّ نفسٍ حرٍّ يقول: "لا... لا يجوزُ قتلُ الحُلم."



**📢 إن كنتَ شعرتَ بشيءٍ وأنت تقرأ قصَّة عوني، فلا تتركها هنا...

اشترك، اكتب تعليقًا، وشارِك المقال مع مَن تُحب. ربَّ كلمة تُبقي اسمه حيًّا.**


عن الكاتب

Med Tarek KANOUN

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

الطـــارق للمعرفة و التطور