في كانون الثاني (جانفي)، وضع الكثير منا أهدافًا لتحقيقها خلال الأشهر الـ12 المقبلة. مفتاح الوصول إلى الأهداف هو وضع التخطيط الفعال. القول أسهل من الفعل، بالطبع نحن جميعًا على دراية بالمفهوم، لكن القليل جدًا منهم يمكنهم تطبيقه في حياتهم .
تعريف التخطيط
ربما، قبل أن نبدأ في مناقشة طرق كيفية جعل التخطيط فعالاً، يجب أن نركز أولاً على سبب وجوب التخطيط على الإطلاق. بعد كل شيء، يمكننا أن نعيش حياة مدعومة بدفعات عشوائية من الطاقة والحظ المطلق.
لكن التخطيط الفعال موجود لجعل الحياة المذكورة أسهل. تهدف الخطة إلى تخطي التحديات في المواقف التي تتعامل فيها مع كثرة المهام في بعض الأيام، وتشعر أنه لا يوجد ما يكفي للقيام به في أيام أخرى - فهي تساعدك في توزيع عبء العمل بالتساوي.
يمكن أن يؤدي إنشاء خطة عمل أيضًا إلى الحد من الوقت الذي تقضيه في التسويف. يمكن أن يوفر لك الكثير من الطاقة لتنظيم خطواتك، بدلاً من الاستمرار في الجري في دوائر بدون خريطة، متسائلاً عن الاتجاه الذي يجب أن تسلكه.
كيفية التخطيط الفعال
تحديد الأهداف
ليست هناك حاجة لخطة بدون هدف استراتيجي. نظرًا لأن لدينا جميعًا أشياء نريد تحقيقها في الحياة، ولا ينبغي أن تكون أهداف مستحيلة المنال. كما يجب جعلها محددة حيث يصبح الأمر صعبًا.
أولاً، عليك أن تضع في اعتبارك أن هناك نوعين رئيسيين من الأهداف:
- على المدى الطويل - و يجب تقسيمها الى أهداف مرحلية قصيرة المدى.
- على المدى القصير - تعامل معهم كخطوات صغيرة تقودك نحو هدفك طويل المدى. تخيل أن هدفك بعيد المدى هو قمة الجبل، والأهداف قصيرة المدى هي خطوات السلم الذي سيأخذك إلى هناك.
- يجب أن يكون الهدف:
- محدد بزمن - إذا لم تحدد موعدًا نهائيًا، فلن تصل إلى أي مكان. بالطبع، ستكون هناك جداول زمنية مختلفة للأهداف طويلة المدى وقصيرة المدى، على سبيل المثال عندما يكون الموعد النهائي طويل الأجل الخاص بك هو 3 أشهر، يمكنك قياس المراحل القصيرة المدى بأسابيع أو حتى أيام.
- دقيق و مفصل - لا تكن غامضًا. على سبيل المثال، لا تقل: أريد أن أتعلم الفرنسية هذا العام. ماذا تعني عبارة "تعلم لغة"؟ هل تهدف إلى الطلاقة الكاملة؟ هذا لا يمكن تحقيقه خلال عام واحد فقط. هل ترغب في الوصول إلى مستوى تواصلي؟ هذا أكثر واقعية، لكنه لا يزال غير دقيق بما يكفي.
- مثلا: "أريد الوصول إلى مستوى A2 باللغة الفرنسية قبل نهاية شهر ديسمبر". يمكن أن تكون أهدافك قصيرة المدى: "إكمال دورة تدريبية محددة عبر الإنترنت بحلول شهر يونيو" ، "إكمال درس في تطبيق لغة كل يوم" ، "مشاهدة فيلم باللغة الفرنسية بدون ترجمة بحلول شهر أكتوبر".
- واقعي - كما ذكرنا في النقطة السابقة، بعض الأشياء غير ممكنة. كيف تخطط بشكل فعال؟ أن تكون طموحًا أمر رائع، لكن لا يمكنك تعلم الفرنسية في شهرين أو تمثيل بلدك في الأولمبياد القادمة إذا بدأت التدريب الآن. بمعرفة نفسك ونقاط قوتك وتحدياتك،..
- المرونة - حقيقة أن الهدف يجب أن يكون دقيقًا لا يعني أنه يجب أن يكون جامدًا. على العكس من ذلك، تحتاج إلى التأكد من وجود مساحة كبيرة للمناورة. تتغير الظروف وبما أنك لا تستطيع التحكم في كل شيء في حياتك، فقد يكون وضعك مختلفًا بعض الشيء في منتصف الطريق للوصول إلى هدفك عما هو عليه الآن.
تقييم التحديات والعوائق المحتملة لخطتك
بالطبع، ليس من الممكن دائمًا التنبؤ بكل التحديات التي يمكن أن تسوء بها الأمور، فسيتعين عليك أن تبني على افتراضاتك، والتي قد تثبت أو لا تثبت صحتها. ولكن حتى بدون القدرة على رؤية المستقبل، من المهم تقييم التهديدات المحتملة لخطتك والتي قد تظهر على طول الطريق، والتوصل إلى حلول ممكنة لها.
لن تكون قادرًا على تخمينها جميعًا، لكن فكر في مدى سهولة الأمر عندما تظهر عقبة معينة، وستكون جاهزًا لها. بدلاً من إضاعة الوقت للتعامل معه على الفور وتأجيل هدفك النهائي، ستقفز فوقه بسلاسة وتستمر في تنفيذ خطتك كما لو لم يحدث شيء.
سيؤدي ذلك إلى تحسين مهاراتك الإدارية وزيادة الإنتاجية وتطوير القدرة على التفكير في المستقبل، إذا كنت تميل إلى التركيز على ما هو موجود الآن. سيضمن أيضًا أنك لن تخاطر بتدمير خططك عند ظهور العقبة الأولى.
ضع قائمة بالموارد التي يمكنك استخدامها في هذه العملية
بغض النظر عما إذا كنت ترغب في مشاركة أهدافك وخططك مع شخص ما وإكمال المسار نحوها معًا لتحفزا بعضكما البعض، أو تفضل السير على هذا الطريق وحدك، ستكون هناك دائمًا موارد تحتاجها لإكمال مشروعك. كل ما علينا فعله هو تحديد العناصر المفيدة وتجاهل تلك التي لن تكون ذات فائدة في تنفيذ خطتنا.
باتباع مثال تعلم اللغة من قبل، يمكن أن تكون الموارد التي يمكنك استخدامها لتحقيق مستوى A2 في اللغة الفرنسية بحلول نهاية ديسمبر:
- دورة عبر الإنترنت
- مدرسة لغات
- تطبيق لتعلم اللغة
- التدريس الخصوصي
- دروس المحادثة
- كتب في الأدب الفرنسي
- أفلام باللغة الفرنسية
- صديق أصلي يجيد اللغة ويمكنه مساعدتك على التعلم
لا تعني حقيقة وجود العديد من الموارد المختلفة أنه يتعين عليك استخدامها جميعًا. قد لا يكون لديك الوقت أو المرونة لحضور الفصول الدراسية الشخصية في مدرسة اللغات بسبب ساعات العمل، أو ربما تتعلم بشكل أفضل وفقًا لسرعتك الخاصة. في هذه الحالة، ستكون دورة اللغة عبر الإنترنت المقترنة بتطبيق لتعلم اللغة هي الحل الأمثل لك.
إذا لم يكن لديك صديق يتحدث اللغة المرغوبة والذي يمكنك ممارسة التحدث معه، يمكنك العثور على مدرس خاص يساعدك على تحسين النطق. المهم هو عدم الاستمرار في التبرير التي تجعل موردًا معينًا غير مناسب لك، ولكن التركيز على الموارد التي قد تجعل حياتك أسهل.
الدوافع للبقاء
قم بعمل قائمة دوافع - قبل الشروع في رحلتك لتحقيق الهدف، قم بتدوين جميع الأسباب التي دفعتك إلى البدء. في البداية، تبدو واضحة جدًا، لكنها ستبدأ في التلاشي في مرحلة ما. قم بتدوينها بجرعة إضافية من الحماس، بطريقة ستذكرك لماذا يستحق الأمر الاستمرار في غضون أسابيع أو أشهر قليلة.
اكتب خطابًا - خاطب نفسك في المستقبل كما أنت من اليوم وذكّر نفسك بما كنت عليه في اليوم الذي بدأت فيه. كل ما يلزم لإبقائك على المسار الصحيح مع خطتك.
ضع معايير - يجب عليك دائمًا تتبع أهدافك قصيرة وطويلة المدى والتأكد من مواكبة هذه الأهداف، ولكن يمكنك أيضًا القيام بشيء إضافي. اكتب الأهداف التي تتوقع تحقيقها بحلول تاريخ معين على قطع من الورق وضعها في مظاريف. اكتب هذا التاريخ على الظرف، يمكنك أيضًا إعداد التنبيهات في تقويم هاتفك. الهدف هو أن تقييم تطور أعمالك حسب الخطة المرسومة.
هام: تذكر أن تحلل الأسباب والتوصل إلى طرق للتحسين حتى تتمكن من الوصول إلى هدفك التالي في الوقت المحدد!
إشراك شخص آخر - يمكن أن يكون صديقًا أو فردًا من العائلة أو شريكًا. شخص يقوم بعمل صحيح في دور المشجع الخاص بك والذي سيدعمك في عملية تحقيق أهدافك. يجب أن يكونوا حازمين لمنحك "الركلة" التي يضرب بها المثل عندما يرونك تتراخى وتكون قريبًا منك بدرجة كافية بحيث لا تشعر بالحكم عندما يصبحون مطلعين على تقدمك.
تذكر أن التخطيط الفعال يجب أن يؤدي إلى اتخاذ القرار
شيء واحد مهم جدا لنتذكره؟ الخطة لا تضمن لك الوصول إلى أهدافك. إنها تساعدك في هذه العملية، وتسمح لك بالوصول إلى هناك بمزيد من الفعالية، وأسرع بكثير مما تفعله بدون خطة عمل. ومع ذلك، حتى التخطيط الفعال هو ما نطبق النظرية فقط دون الممارسة - التخطيط.
يجب أن تجد كل خطوة في طريقة كتابتك، سواء كانت قصيرة أو طويلة المدى، انعكاسها في الواقع. الجحيم مرصوف بالنوايا الحسنة ، ولكن كم من هذه النوايا تم تنفيذها بالفعل؟
هل تشعر أنك أكثر استعدادًا الآن لتحقيق جميع خططك الطموحة؟ المفتاح هو عدم الشعور بالإرهاق قبل أن تبدأ: ضع أهدافًا واضحة، وحوّل النظرية إلى عمل، وحقق أقصى استفادة من رحلتك! إذا كنت تريد شيئًا ما حقًا، فستصل إليه بالتأكيد، بطريقة أو بأخرى - قد تصل إلى هدفك بشكل أسرع من خلال تكتيك مدروس.
نتمنى لك كل التوفيق في تنفيذ خططك مهما كانت!
تهمنا تعليقاتكم المفيدة