الطائر الطنان: الثقة بالنفس و التوكل على الله
الحياة في الغابة
في احدى الغابات الجميلة, حيث تتعانق خضرة الارض مع زرقة السماء في مشهد بديع, و اين تسمع اصوات الطيور المختلفة امتزجت في لحن جميل قسمها معبود السماوات و الارض رب العالمين. و الازهار تداعبها نسمات الربيع الرقيقة, كانت الحيوانات منغمسة كل في شؤونه لا يلتفت أحدهم للاخر و لا يحاكية, وكان هذا حالهم منذ زمن.
و,,, فجأة
ذات يوم مرت عربة محدثة ضجيج عال و مخلفة وراءها دخان كثيف أفسدت المشهد العام للغابة ولكن الحيوانات لم تحرك ساكنا فقد اعتادوا مرورهم بين الفينة والاخرى, يركبها رجلان كان أحدهما يدخن سيجارة و ما ان انتهى منها رماها وسط الاعشاب ضنا منه أن أمطار الشتاء الماضي لازالت مستقرة في كل ورقة شجر وكل عشبة,
ولكن من سوء الحظ ان السيجارة سقطت على روث جاف مجاور لعش النمل الابيض حيث انتعشت شرارة السيجارة وزحفت نحو الروث و بدا لهيبها ينمو ثم لامست بيت النمل و بدات السنة اللهب تتسع وتنقض على كل ما يعترضها.
تدخل طائر الطنان
لاحظ طائر الطنان ان ادخنة تتصاعد ليست بعيدة عن عشه، فطار مستفسرا عن سر هذا الدخان، و لكن ما ان بلغ علوا معينا حتى شاهد السنة اللهب، فصاح في الحيوانات محذرا اياهم، و هنا هاج الحيوانات يفرون تاركين ورائهم بيوتهم و اعمالهم، الا طائر الطنان اتجه الى النهر القريب فيملؤه بقطرات من الماء و اتجه نهو النار يحاول اخمادها وواصل على هذا النحو مرات و مرات.
فلاحظ بعض الحيوانات محاولاته لاطفاء النار بمنقاره الصغير فايتغرب بعضهم و استهزا البعض الاخر، فقالوا له:"هل جننت؟ اتضن نفسك قادرا على اطفاء هذا الحريق ببعض قطرات الماء التي في فمك؟". فأجابهم بهمة و عزم:"ساقوم بواجبي اتجاه الغابة التي احتضنتني و اترك التدبير بيد الخالق".
هنا اهتزت بعض الحيوانات لكلامه، فعلا الغابة هي حضنهم الوحيدو ليس لهم مكان يفرون اليه... فبدات الحيوانات الواحدة تلو الاخرى تنخرط في عملية اطفاء الحريق الذي امتد لمساحة كبيرة و كل بما ملك من ادوات لحمل الماء، و فجات تجمعت السحب و ارعدت وابرقت ثم بدات تمطر بغزارة، وبدات النار تخمد رويدا رويدا بعد ان حوصرت بين جهد الحيوانات و عطاء الله حتى انطلات تماما.
العبرة: تحمل المسؤولية مهاما كانت كبيرة و بذل الجهد بالعزيمة و الارادة الحقيقية يغير المحيط حولك و يسخر لك الله الاسباب حتى تحقق هدفك.
تهمنا تعليقاتكم المفيدة