جدول المحتويات
1. المقدمة: بين الأسطورة والتاريخ
2. أصل قصة النيام السبعة: بين المسيحية والإسلام
3. مغارة النيام السبعة في تقييس: حيث تلتقي الشمس بالكهف
4. مسجد النيام السبعة في شنيني: مقبرة العمالقة
5. ضريح النيام السبعة في ميديس: البركة والكرامات
6. الأسئلة الشائعة حول النيام السبعة
7. خاتمة: أسطورة حية في ذاكرة الجنوب التونسي
1. المقدمة: بين الأسطورة والتاريخ
في عمق الجنوب التونسي، حيث تلتقي الرمال بالجبال، وتتلاشى الحدود بين الواقع والخيال، تتنفس الأرض قصصًا قديمةً تحوّلت مع الزمن إلى مزاراتٍ تُبجَّل وتُزار. قصة "النيام السبعة" أو "أهل الكهف" ليست مجرد حكاية قرآنية، بل هي أسطورةٌ متجذرة في وجدان أهل الجنوب، تحوّلت إلى عبادةٍ حيةٍ تتجلى في كهوفٍ ومقابر ومساجد تروي حكاياتٍ عن شبانٍ ناموا قرونًا ثم استيقظوا على عالمٍ جديد.
![]() |
| مسجد النيام السبعة |
من كهف "تقييس" الغامض إلى مسجد "شنيني" ذي المقابر العملاقة، وصولًا إلى ضريح "ميديس" حيث تُنذر الأضواء بقدوم الأحداث العظيمة، تظل هذه القصة حية في الذاكرة الشعبية، تاركةً وراءها أسئلةً عن أصلها: هل هي بقايا عبادة قديمة؟ أم نتاج التقاء الثقافات عبر العصور؟
2. أصل قصة النيام السبعة: بين المسيحية والإسلام
تعود جذور القصة إلى القرن الثالث الميلادي، حين فرَّ سبعة شبان مسيحيون من اضطهاد الإمبراطور الروماني "ديسيوس"، ولجأوا إلى كهفٍ، حيث ناموا قرابة 300 عام. وعندما استيقظوا، وجدوا العالم قد تغيّر، فآمنوا بالله الواحد.
وردت القصة في سورة الكهف، مما أعطاها بُعدًا دينيًا عميقًا في العالم الإسلامي. لكن في تونس، تحوّلت من مجرد قصة قرآنية إلى جزء من الموروث الشعبي، حيث يُعتقد أن النيام السبعة دُفنوا في عدة مواقع بالجنوب، مثل:
- كهف تقييس (بالوديان) حيث تُرى إشارات ضوئية غامضة.
- مسجد شنيني الذي يُزعم أن به مقابرهم العملاقة.
- ضريح ميديس الذي يُقدَّس لتحقيق الأمنيات.
3. مغارة النيام السبعة في تقييس: حيث تلتقي الشمس بالكهف
يقع الكهف بالقرب من واحات الوديان، في منطقةٍ كانت تُعرف قديمًا بـ"تقييس"، والتي ارتبط اسمها بالإمبراطور "ديسيوس". يصفه الرحالة العياشي (القرن 17) بأنه مكانٌ مُرعب، لا يجرؤ أحد على دخوله خوفًا من "الموت المفاجئ".
لكن الأسطورة المحلية تقول إن الشمس تشرق من جهة الكهف وتغرب من أخرى، تمامًا كما ورد في القرآن، مما جعل السكان يعتقدون أن هذا هو كهف النيام الحقيقي. حتى اليوم، يُقال إن الزوار يشعرون بروحانية المكان، بينما تروي الحكايات عن أضواء تظهر قبيل الأحداث الكبرى.
4. مسجد النيام السبعة في شنيني: مقبرة العمالقة
في جبل "دممر"، يقع مسجدٌ قديمٌ بجوار مقبرةٍ تضم قبورًا عملاقةً يصل طولها إلى 5.5 أمتار! يُعتقد أن هذه المقابر تعود للنيام السبعة، الذين نمُوا قرونًا فازداد طولهم.
تختلف الروايات حول هوية المدفونين:
- بعضهم يقول إنهم مسيحيون هربوا من الاضطهاد ثم أسلموا.
- وآخرون يرون أنهم عمالقة من سلالة الملك "تقيان".
- بينما تقول أسطورة إنهم دُفنوا مع كلبهم وأمتعتهم، مما يفسر طول القبور.
يزور السكان المسجد يوم الجمعة، خاصة الفتيات اللاتي يقدمن النذور ويشعلن الشموع طلبًا للبركة.
5. ضريح النيام السبعة في ميديس: البركة والكرامات
في واحة "ميديس"، يقع ضريحٌ أبيضُ بسيطٌ وسط مقبرة قديمة، يُقال إنه يضم رفات النيام السبعة. يُعتقد أنهم يحمون القرية من الكوارث، مثلما فعلوا أثناء الحرب العالمية الثانية حين منعوا القصف بطريقةٍ غامضة.
![]() |
| ضريح النيام السبعة |
يأتي الزوار لطلب الشفاء أو الإنجاب، ويُعلقون أقمشةً ملونةً على جدران الضريح كرمزٍ للأمنيات. تقول إحدى الروايات إن الشمس هنا أيضًا تشرق وتغرب كما في الكهف، مما يعزز قدسية المكان.
6. الأسئلة الشائعة حول النيام السبعة
1. هل قصة النيام السبعة حقيقية؟
نعم، ذكرها القرآن في سورة الكهف، لكن تحديد مكانهم الدقيق يبقى غامضًا.
2. لماذا يُعتقد أنهم في تونس؟
ربما بسبب تشابه كهوف الجنوب مع الوصف القرآني، أو بسبب تأثير الثقافات القديمة.
3. ما سر المقابر العملاقة في شنيني؟
يعتقد البعض أنها تعود لعمالقة، أو أن طولها بسبب دفن الأمتعة مع الموتى.
4. هل ما زال الكهف في تقييس مُهابًا؟
نعم، لا يزال بعض السكان يخشون دخوله، بينما يزوره آخرون للتبرك.
5. ما علاقة الإباضية بالنيام السبعة؟
قد يكون الإباضية (المذهب السائد قديمًا في الجنوب) قد أعادوا تفسير الأسطورة ليناسب عقيدتهم.
7. خاتمة: أسطورة حية في ذاكرة الجنوب التونسي
قصة النيام السبعة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي جزء من نسيج الجنوب التونسي الروحي والاجتماعي. من الكهوف المخيفة إلى المقابر الغامضة، تظل هذه الأسطورة شاهدةً على كيف تتحول القصص إلى عقائد، وكيف تخلد الذاكرة الشعبية ما قد ينساه التاريخ.
✍️ ما رأيك؟ هل توجد أساطير مشابهة في منطقتك؟ شاركنا تعليقك!
📢 إذا أعجبك المقال، لا تنسَ مشاركته مع أصدقائك!
شارك المقال واجعل الآخرين يكتشفون أسرار الجنوب التونسي! 🌍✨


تهمنا تعليقاتكم المفيدة