أهمية تربية الاطفال على أخذ زمام المبادرة وفن القيادة

أن من أساسيات تربية الأطفال عدم التدخل المفرط للوالدين في أي نشاط يمكن أن يعطل تطورهم السلوكي.

غالبًا ما يبحث الآباء اليوم عن فرص لتعليم الأطفال وهي كثيرة. عند قراءة كتاب مع طفل، على سبيل المثال، ثم مناقشة احداث القصة معه. وإذا لم يُسمح له بلعب بالعاب الفيديو، فهذا يعني وجوب توضيح السبب.

أظهرت الأبحاث أن الأبوة والأمومة المتوافقين تساعد الأطفال على بناء المهارات المعرفية والعاطفية. ومع ذلك، فإن الكثير من التوجيه الأبوي قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية.

أظهر أابناء الآباء الذين يتدخلون في كثير من الأحيان لتقديم الإرشادات أو التصحيحات أو الاقتراحات أو لطرح الأسئلة (على الرغم من أن الأطفال يقومون بالأمور بشكل صحيح) صعوبة أكبر في تنظيم سلوكهم وعواطفهم. يكون أداء هؤلاء الأطفال أسوأ في المهام  والمهارات المرتبطة بالتحكم في الانفعالات والقدرة على التحول بين الطلبات المتعددة.

فكثرة من المشاركة المباشرة يمكن أن يكون على حساب قدرة الأطفال على التحكم في انتباههم وسلوكهم وعواطفهم. 

وعندما يسمح الآباء للأطفال بأخذ زمام المبادرة في تفاعلاتهم، يمارس الأطفال مهارات التنظيم الذاتي ويبنون شخصية مستقلة وقوية.

تربية الأطفال

تربية الأطفال وتفاعل الوالدين

إن تربية الأطفال تتطلب إيجاد التوازن الصحيح عند التعامل معهم أمر مهم بشكل خاص في روضة الأطفال. تعد بداية المدرسة الابتدائية وقتًا صعبًا بشكل خاص حيث يُتوقع من الأطفال إدارة انتباههم وعواطفهم وسلوكياتهم دون مساعدة الوالدين المباشرة.

هذا تحول مهم حقًا، عندما يتعين على الآباء أن يتعلموا كيف يفسحوا المجال لابنايهم للانطلاق.

في إحدى التجارب و التي دامت لمدة ساعتين ونصف، عمل الأطفال على سلسلة من المهام التي استخدمها متخصصو تنمية الطفل لعقود من الزمن لقياس التنظيم الذاتي، بالإضافة إلى الوظائف التنفيذية التي تعتبر إما "رائعة" أو "مشحونة". كما شارك الأطفال في أنشطة منظمة تتطلب درجات مختلفة من تفاعل والديهم.

قام الباحثون بملاحظة كل من الوالدين والطفل على حدة. باستخدام تسجيلات الفيديو، تم تقسيم التفاعلات ثانية بثانية وتقييمها بشكل مستقل. سمح ذلك بتحديد التحولات الطفيفة في كيفية تفاعل الآباء مع أطفالهم. خلال نشاط مدته 25 دقيقة، على سبيل المثال، قد تتبع الأم خطى ابنها لمدة 13 ثانية، ثم تنسحب لمدة 5 ثوانٍ، ثم توجهه لمدة 35 ثانية.

عادةً، عندما يدرس الباحثون جانبًا معينًا من الأبوة والأمومة، فإنهم يخصصون تصنيفًا واحدًا للتفاعل بأكمله. لكن هذا النهج يمكن أن يكون متحيزًا من خلال الانطباع العام للباحث عن العلاقة بين الوالدين والطفل.

في المتوسط، لا ترى الكثير من الآباء يصرخون على أطفالهم أو يتطفلون أو يفحصون هواتفهم. ولكن هناك الكثير من التباين ضمن هذه المتوسطات، وكان الهدف هو اكتشاف اختلافات أكثر دقة بين الآباء الذين يقومون بعمل جيد بشكل عام.

تربية الأطفال وفسح المجال

لاحظ الباحثون اللحظات التي كان الطفل يعمل فيها بشكل مستقل أو يقود نشاطًا ما، وقاموا بحساب النسبة بين الأوقات التي تدخل فيها الوالدان بطرق كان من المفترض أن تكون مفيدة والأوقات التي يسلم فيها الوالدان القيادة للطفل.

وجد الباحثون علاقة بين المستويات العالية من مشاركة الوالدين عندما يركز الطفل على مهمة ما وصعوبات الأطفال في التنظيم الذاتي والسلوكيات الأخرى. كان هذا أكثر وضوحا بالنسبة للوظائف الصعبة نوعا ما للأطفال.

عندما الطفل يتفاعل بشكل سلبي، لم يجد الباحثون أي صلة بين المشاركة الأبوية المفرطة والتنظيم الذاتي للأطفال. ويشير هذا إلى أنه لا ضرر من تدخل الوالدين عندما لا يكون الأطفال في مهمة نشطة.

إن الهدف من الدراسة ليس انتقاد الآباء. فعندما نتحدث عن المشاركة الأبوية المفرطة، فلا نقول إنها مشاركة سيئة أو تطفلية بشكل واضح. فلا حرج في اقتراح الأفكار أو إعطاء النصائح للأطفال.

قالت إنه من المهم أن يدرك الآباء أن اللحظات القابلة للتعليم لها مكانها. لقد ثبت أن مساعدة طفل ما قبل المدرسة على إكمال اللغز، على سبيل المثال، يدعم التطور المعرفي وبناء الشخصية المستقلة. والإرشاد مهم عندما لا يكون الأطفال منتبهين أو عندما ينتهكون القواعد أو ينخرطون بفتور في نشاط ما.

ومع ذلك، وفي بعض الأحيان، يحتاج الأطفال إلى تركهم بمفردهم أو السماح لهم بتولي زمام الأمور. أن هذه الرسالة قد تكون ذات صلة خاصة، عندما يتساءل الآباء عن مدى المشاركة المباشرة التي يحتاجها أطفالهم، خاصة مع موازنة الجميع بين الالتزامات الجديدة.

"قم بإجراء تلك المحادثة الصادقة مع نفسك، خاصة إذا كان ابنك على ما يرام. بقدر ما هو مرهق هذه المرة، حاول إيجاد الفرص للسماح له بأخذ زمام المبادرة,